بما اننا متأكدون ان المقالة ستعجبك، اضغط "لايك" من الآن :)






Waltz with Bashir – 2008

يروي الفلم الرسومي الواقعي “والس مع بشير” تفاصيل واقعية لبحث أحد الجنود الإسرائيليين السابقين عن ذكرياته الضائعة من حرب لبنان 1982 التي شارك فيها ضمن القوات الإسرائيلية. ويبدأ الجندي، الذي هو نفسه مخرج الفلم الذي يروي قصته الحقيقية، بهذا التنبيش في ذاكرة الماضي بعد أن يفاجأ انه لا يذكر منها شيئا، وذلك بعد أن يروي له أحد اصدقائه، وزملائه السابقين في الجيش، عن كابوس يراه كل ليلة، سببه ما عاشه أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. وبتصاعد أحداث الفلم ومشاهده الحربية الرهيبة، يظل الجندي-المخرج- آري فولمان Ari Folman يبحث عن حلقة مفقودة في ذاكرته حتى يجدها أخيرا لدى زملائه السابقين في الجيش، وهي محزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها قوات الكتائب المسيحية اللبنانية ضد المدنيين الفلسطينيين اللاجئين في لبنان، يرويها من خلال وبصورة موثقة، لحظة بلحظة.

اللون الفني ,,, image
تقييم IMDB 8.0/10 (16,536 اصوات)
تقييمي للفلم 9/10
الأدوار الرئيسية Ari Folman, Ron Ben-Yishai,Ronny Dayag, Dror Harazi
مدة الفلم 90 دقيقة
تقييم عائلي “”R” لاحتوائه مشاهد عنيفة ووحشية وقتل، ومشاهد جنسية رسومية.



الفيديو التمثيلي الرسمي للفلم





ملاحظات نقدية


حظي هذا الفلم باهتمام ضخم من المراقبين والنقاد والسياسيين، وقد رشح وفاز بعديد من الجوائز العالمية، ومن أسباب ذلك أنه فلم إسرائيلي يروي تفاصيل واحدة من أفظع المجازر في التاريخ الحديث، وهي مجزرة صبرا وشاتيلا، التي تحملت إسرائيل نفسها جزءا من مسؤوليتها.


وأما عنوان الفلم “والس مع بشير”، فمأخوذ من أحد المشاهد من الفلم، الذي يظهر فيه جندي إسرائيلي يحمل مدفعا رشاشا (MAG) وهو فاتح نار رشاشه باتجاه مسلحين مختفين في بنايات في شارع الحمرا، في بيروت، imageوقد كان يطلق النار ويرقص رقصة الوالس Waltz وخلفه صورة حائط كبيرة يظهر فيها رئيس حزب الكتائب المسيحية بشير الجميل، الذي كان أيضا رئيسا للبنان، والذي اغتاله أحد مسلحي الحزب الاشتراكي القومي السوري في لبنان. بعد اغتيال الجميل، دخل أفراد ميليشيا الكتائب إلى مخيمي صبرا وشاتيلا مسلحين بالسكاكين والبلطات والأسلحة مكتومة الصوت، وذبحوا آلافا من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا هناك، وقد أمنت الدبابات الإسرائيلية دخول هؤلاء المسلحين ورابطت على مداخل هذين المخيمين، وقصفتهما بالأسلحة الثقيلة فاسحة المجال أمام مسلحي الكتائب للدخول وإعمال سكاكينهم في تقطيع أطراف الفلسطينيين ورسم الصليب على صدورهم بالسكاكين.للمزيد يمكنك قراءة تدوينة أخرى كتبتها عن الموضوع هنا.


النقد العربي الذي وجه للفلم هو مسيحي لبناني بالأساس، وذلك أن الفلم –وفقا لتلك الآراء- يبرئ اليهود من دماء المذبوحين في المجزرة، ويلقي كل المسؤولية على الكتائب المسيحية. لكن هذا ليس صحيحا، فمن يشاهد الفلم برأسه لا بأذنيه فقط، سيلاحظ أن رواة الفلم (وهم أشخاص حقيقيون يقومون بدورهم هم أنفسهم كما في الواقع) يشرحون بصورة غير مباشرة أن القوات الإسرائيلية قصفت مخيمي صبرا وشاتيلا قبل دخول ميليشيا الكتائب إليها تمهيدا لدخولها، كما أن أحد الجنود يقول بشكل واضح أنهم كانو هم من يرمون القنابل المضيئة فوق سماء المخيم لتضيء الأهداف المدنية للميليشيا المتوغلة فيه أثناء الليل. هذا عوضا عن مشاهد أحرى يظهر فيها الجنود الإسرائيليون وهم يرتكبون أعمال قتل لمدنيين بدم بارد، مثل المشهد في بداية الفلم الذي تظهر فيه سيارة مرسيدس يتم امطارها بوابل من الرصاص الإسرائيلي ويقتل كل من فيها من مدنيين من عائلة واحدة، ولا نعرف قصة هذه المرسيدس إلا في نهاية الفلم….image

ومع ذلك، لا يمكننا الإنكار أن الفلم بشكل عام يبرز الجنود الإسرائيليين كضحايا وليس كمعتدين، وهذا ما حاولت زوجتي أن تقنعني به، الأمر الذي يبرز في مشاهد كثيرة يظهر فيها الجندي صاحب الدور الرئيسي كأنه تائه لا يدري ما يفعل (وهو ابن ال19 عاما)، ولا ينفذ إلا أوامر “اطلق النار في كل مكان”، كما يقول هو، وكأن المسئول ليس الجندي منفذ الجريمة، بل قائد الكتيبة الذي كان يجلس في فيلا لبنانية محتلة ويشاهد أفلاما جنسية.


بكل الأحوال، فهو فلم رائع بحق، لولا بعض المشاهد التي تحمل طابعا جنسيا والتي لم أتخيل انها موجودة في الفلم، وفوجئت حين ظهرت، وهي  –رغم كونها رسومية غير حقيقية- أفسدت فرصة كبيرة لعرض الفلم على الجيل الناشئ ليعلم حقيقة تلك المجزرة البشعة، كان بامكان المخرج أن يستغني عنها.

وما آلمني هو قيام يهودي إسرائيلي هو نفسه كان جنديا من الإسرائيليين الذين شاركوا في هذه الحرب والآن بات يناهض الحرب ويفضح جرائم الصهيونية والحزب الكتائبي المسيحي، بينما يتم استثمار ثروات بلاد العرب في دفع مليارات لأندية كرة القدم الاوروبية وبناء ناطحات السحاب وأساطيل السيارات الفارهة.


ملاحظات فنية


الفلم بالصور المتحركة المحوسبة ثلاثية الأبعاد، تم إنتاجه ببراعة ودقة وجودة عالية جدا، توازي بل وتتفوق على الأفلام السينمائية العادية، فالمشاهد الحربية والقصف والاشتباكات المسلحة تدمجك مع أحداث الفلم وتجعلك تغوص فيها، الأمر الذي يتم تعميقه أكثر وأكثر من خلال الموسيقى التصويرية المميزة والمؤثرات الرسومية المرئية التي حقا أبدع بها صانعها.


الفلم جيد جدا وذا نهاية مؤثرة.. لكن لا داعي لمزيد من الحديث، فأترككم مع الفلم لتشاهدوه، وأدعو كل من شاهده لمشاركتنا برأيه فيه وتقييمه من خلال اداة التقييم (النجوم).



لقطات من الفلم


صور متحركة حربية صور فلم فالس مع بشير

صور قصف طائرات صورة شارون متحركة

طائرة هليكوبتر وجنود فولمان وصديقه في هولندا

 

 

 


لقاء التلفزيون الفرنسي مع مخرج الفلم


آراء لبنانية متفاوتة بشأن الفلم



Fill out my online form.

منتجات مميّزة قد تهمّكم


عن الراصد (معاذ خطيب)

الراصد - معاذ خطيب، مدوّن وناشط سياسي واجتماعي وأكتب في النقد الاعلامي والسينمائي. أعمل في الترجمة والتدقيق اللغوي وادارة العلاقات العامة. مسلم فخور بإسلامه، واتشرف دائما بإظهار محاسن الاسلام وبتصحيح مفاهيم مغلوطة عنه. إن اردت معرفة تفاصيل اخرى مهمة جدا، مثل لماذا يكرهني محبّو اللون الأحمر ، افتح ملفّي الفيسبوكي في الرابط الّي تحت هذا السطر. مدوّناتي الاخرى هنا: http://Al-Rasid.com

شاهد أيضاً

“الحروب الصليبيّة”: دراما وثائقيّة لا تكتفي باستعراض التاريخ

يمكن أن نعدّ سلسلة الأفلام الوثائقيّة التي بثّتها قناة الجزيرة الوثائقيّة، مؤخّرًا، تحت عنوان 'الحروب الصليبيّة'، واحدة من أهمّ الأعمال الوثائقيّة الدراميّة التاريخيّة العربيّة، وهي تأتي في سياق الثورات المضادّة للربيع العربيّ الذي انطلق عام 2011، لتطرح فكرة جمع أشتات أمّة منهكة، ودول تتداعى، لتكون بذلك معالجة للواقع من خلال التاريخ.

4 تعليقات

  1. السلام عليكم …

    شوقتني لرؤيته .. سأقوم بتنزيله اليوم ان شاء الله

  2. جاري تحميل الفلم ……………………..

  3. السلام عليكم … انا صاحب راديو ايامنا وكنت بتصفح موقعك وحابب اهنيك علي زوقك الرائع … كنت حابب لو تكرمت تبعتلي لينك الاضافة بتاعت الرسالة اللي بنطلع اول ما بدخل الموقع دي ياريت لاني دايخ عليها وكل اللي موجود ف عرب ورد بريس تعبان اوي … هستنا ردك واسف لو معرفتش اوصلك فبعت رسالتي في كومنت

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!