بما اننا متأكدون ان المقالة ستعجبك، اضغط "لايك" من الآن :)






نساء حماس .. وثائقي يدخل بيوت قيادات حركة حماس

كتبها للراصد: حسام قعدان.

فيلم “نساء حماس”، شاهدته خلال لقاء تضمن حوارا ونقاشا عن الفيلم شاركت به المخرجة سهى

نساء حماس - بوستر الفلم

عرّاف وهي  فلسطينية من بلدة في شمالي البلاد درست في الجامعة العبرية في القدس وحصلت على لقب في الفلسفة ولقب في الفن كما أذكر.المعلومات الآتية مستقاة من هذا اللقاء.
منذ سنوات التسعينيات والمخرجة تعمل كصحفية في غزة. حتى جاء واقترب موعد الانتخابات في “السلطة الفلسطينية”.
كانت المخرجة في لقائاتها الصحفية تقابل القيادة الحمساوية, وبالطبيعة فان القيادة الحمساوية الفعالة كانت دائما من الذكور. وخلال اللقاءات حدثتنا المخرجة “ان الباب كان يطرق فتمتد يد امراة لتمرر صينية التضييف”.
ولكن عند اقتراب هذه الفترة من الانتخابات, وكانه انقلبت الموازين ورأت المخرجة انه بدأ ظهور دور كبير وفعالية للنساء الحمساويات على الساحة, سياسيا واجتماعيا بشكل ملحوظ ومنتظم لدرجة جعلت القيادة الحمساوية تعترف انه لولا العمل النسائي لما حققوا ما حققوه. لفت ذلك انتباهها وقررت تصوير فيلم وثائقي عن هذه الامور, فاختارت عنوان الفيلم وهو “نساء حماس”, اي ان الفيلم يتطرق كموضوع اساسي عن نساء حماس وليس نساء غزة.
تم تصوير الفيلم على مدار 4 سنوات, 2006-2010, وتم اساسا اجراء مقابلات مع 4 قياديات من حركة حماس. التحدث معهن عن مسيرتهن, حياتهن, آمالهن وآرائهن السياسية, وتوثيق بعض من اعمالهن الميدانية.
خلال تصوير الفيلم وقع الحصار والحرب على غزة. وذلك يمكن ملاحظته من خلال الفيلم ايضا, على سبيل المثال:
خلال احدى مراحل الحصار تم سحب تراخيص الدخول لقطاع غزة لكثير من الصحفيين ومنهم المخرجة. وذلك كان عائق امامها لتصوير الفيلم. فماذا كان الحل ؟
خلال الفيلم نرى مقاطع كيف المخرجة كانت تتكلم عن طريق برنامج ال (skype) من خلال الحاسوب مع فتاة من غزة لتقوم بالتحاور معها عن امور تتعلق بالفيلم واوضاع غزة. كانت المخرجة ايضا تعطي قائمة اسئلة وارشادات عامة للفتاة لتقوم هي بنفسها بالمقابلات مع الحمساويات, بعد ان تم تزويد الفتاة بكاميرا مهنية.

نساء حماس- لقطة من الفلم


ولكن كان هناك صعوبة اخرى, كيف سوف نرسل شرائط الفيديو من غزة الى اراضي الداخل الفلسطيني في ايام الحصار ؟ عن طريق صحفيين اجانب, الشرائط تعبر من غزة الى مصر ثم الى اوروبا ثم الى سهى عراف في الداخل الفلسطيني.
يحتوي الفيلم على مقاطع من مهرجانات انتخابية لحماس, اجتماعات نسائية في احياء سكنية, مقابلات مع القياديات الحمساويات, مرافقة القياديات الى بعض الجولات الميدانية في بيوت تم هدمها او قصفها مثلا, فنرى القياديات يدعمن السكان معنويا ويستمعن لهمومهم ويهونّ عليهم مأساتهم.
من خلال عملية المومنتاج للفيلم (اختيار مقاطع معينة من كافة الاشرطة التي تم تصويرها) ممكن القاء نظرة على موضوعية الفيلم وطريقة عرضه للامور, وهذا جانب صعب التقييم. فمهَمّة المونتاج ليست سهلة بنظري خصوصا مع موضوع صعب ومثير للجدل كالذي تم عرضه, كان من الممكن اخراج فيلم سلبي عن حماس, وبنفس الوقت اختيار مقاطع اخرى واخراج فيلم ايجابي عن حماس.
ولكن هدف الفيلم لم يكن مع ضد حماس, لم يكن هدفه انتقاد او دعاية, بل كان اساسا عرض لقضية نسوية, فبنظري تركت المخرجة بذكاء قرار الحُكم على حماس للمشاهد, وقامت هي بخدمة اهم شيء في الفيلم وهو إظهار انسانية المراة.
حاولت المخرجة الدخول الى عالم القياديات الشخصي, اي تخطي ذلك الحاجز الخارجي القيادي – ذو طابع الشعارات الرنانة والقوة والصمود – للدخول قدر الامكان الى تلك المرأةالام في النهاية, المرأة الانسان قبل كل شيء, والتي قد تكون قد فقدت ابنها او زوجها في عملية استشهاد او اغتيال.
هذه النقطة كانت حساسة جدا, اذ حدثتنا المخرجة كم كان صعب لها ان تتخطى الحواجز لتدخل الى شخصية القياديات, والابتعاد عن الشعارات الرنانة. وزاد من الصعوبة ان قسم من اللقاءات لم تقم بها المخرجة شخصيا (راجع قصة الحصار اعلاه), فكان من الصعب تحديد وتوجيه مسار المقابلات. كان ايضا لقاء طويل مع امرأة حمساوية ليست من القيادة, ولكن هناك على سبيل المثال نجحت المخرجة بسهولة للدخول الى عالم تلك الام التي فقدت ابنها, لدرجة ان قيادة حماس كانت تحاول اقناعها بعدم اكمال المقابلات مع تلك المرأة, وكانهم يريدون فقط شعارات من قياديات.
بنظرة عامة عن الفيلم, فاني اعتقد انه مشوق ومثير للاهتمام ويعرض لنا جانبا جديدا اغلبنا لم نكن مدركين له بتاتا – فبعد المشاهدة قد تجد نفسك مع معلومات اضافية جديدة لتدرك ايجابيات وبدرجة لا تقل اهمية ايضا سلبيات بعض الامور في حماس.

نساء حماس- المخرجة سهى عراف

Fill out my online form.

منتجات مميّزة قد تهمّكم


عن الراصد (معاذ خطيب)

الراصد - معاذ خطيب، مدوّن وناشط سياسي واجتماعي وأكتب في النقد الاعلامي والسينمائي. أعمل في الترجمة والتدقيق اللغوي وادارة العلاقات العامة. مسلم فخور بإسلامه، واتشرف دائما بإظهار محاسن الاسلام وبتصحيح مفاهيم مغلوطة عنه. إن اردت معرفة تفاصيل اخرى مهمة جدا، مثل لماذا يكرهني محبّو اللون الأحمر ، افتح ملفّي الفيسبوكي في الرابط الّي تحت هذا السطر. مدوّناتي الاخرى هنا: http://Al-Rasid.com

شاهد أيضاً

in between film

فلم برّ وبحر -2016- الصدمة دون المضمون والإنحلال والدّعارة كحلّ

فيلم مخيّب للآمال. .. لن أزيد كثيرًا، فالكلام يطول جدًا في هذا المضمار، وددتُ أن تكون باكورة الانتاج المحلي مشرّفًا وأكون له من الداعمين، لكنه اعتمد على مبدأ الصدمة دون المضمون .. وطرح الإنحلال والاتجاه نحو الدعارة والحريّة المطلقة كحلّ مثالي! وآسفاه !

3 تعليقات

  1. اخي حسام شكرا جزيلا لك للمعلومات الوافية.
    في النهاية تقول “قد تجد نفسك مع معلومات اضافية جديدة لتدرك ايجابيات وبدرجة لا تقل اهمية ايضا سلبيات بعض الامور في حماس.” ولم توضح ما هو مصدر استنتاجك هذا.. فانت مبكرا في المقالة قلت ان الفلم لا ينحاز مع او ضد حماس ، وهنا تقول ان المشاهد يخرج بانطباعات سلبية عن حماس، فما هو مرد استنتاجك هذا؟
    شكرا 🙂

  2. ساحاول توضيح الامر, الفيلم يعرض واقع معين في فترة الانتخابات, وهو بحد ذاته في هذه النقطة ليس انتقاد. ولكن المعلومات التي نعرفها عن خلفية الفيلم تجعلنا نتسائل ونستنتج ذلك الاستنتاج الذي سيكون بمثابة نقطة للانتقاد بحماس.

    لم يكن بشكل عام دور ملحوظ للنساء على الساحة, ولكن ظهورهن في الانتخابات هو ما جعل المخرجة ان تقدم على تصوير هذا الفيلم. اذا اول سؤال يجب ان نسأله هو اين هذه القوى النسائية ؟؟ لماذا لا نراها دائما ؟ لماذا النساء يجلسن على دكة الاحتياط وفقط وقت الحاجة نرى دورهن ؟ اليس منالفروض والمعقول ان يكون هذا الدور الفعال للنساء دائما ؟

    • أظن انك ظلمت حماس في هذه النقطة اخي 🙂
      إن كنت رأيت بنفسك كيف كانت نساء حماس حاضرات وبقوة في الانتخابات.. لماذا تقول انهن "يجلسن على دكة الاحتياط"؟ ببساطة، حين يكون هناك نشاط يمكن للنساء المساهمة فيه، فإنهن يساهمن فيه. حماس مشروعها دعوي سياسي عسكري، الجانب العسكري بطبيعة الحال مقصور على الرجال، والجانب السياسي والدعوي ها انت ترى انهن ناشطات فيه فعلا.
      شكرا لتجاوبك 🙂

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!