بسم الله الرحمن الرحيم
إسم الفلم: The Mark of Cain
تاريخ الاصدار : إبريل 2007
المخرج : Marc Munden
الكاتب: Tony Marchant
حبكة الفلم : قصة جنديين بريطانيين يواجهون قسوة الحرب لأول مرة خلال مشاركتهم في حرب العراق، سنة 2003، والآثار الأبدية لما رأوه وفعلوه في العراق، والتي تبدأ بالتكشف حال عودتهم الى بلادهم. فبدل عودتهم بالقصص البطولية (المعتادة)، لم يعودوا الا بمجموعة من الصور المبهرجة، وأسرار ما ارتكبوه هناك، حتى تأتي ساعة المواجهة مع نتائج ما اقترفوه في العراق.
اسم الفلم The Mark of Cain ، والترجمة الحرفية للاسم هي ” لعنة قابيل / علامة قابيل” .. وقابيل هو الإبن الاول لآدم عليه السلام. اما المعنى المتعارف عليه دينيا، فنجده في عقيدة اليهود والنصارى، حيث ياتي ذكر لعنة قابيل في سفر التكوين، الاصحاح الرابع. ولسنا بحاجة لذكر ما يعتقده اليهود والنصارى بهذا الخصوص، فهم على خلاف في ذلك، والخلاف قائم حتى بين النصارى انفسهم، حول طريقة استنباط هذه اللعنة (التفصيل الكامل بالانجليزية هنا) . لكن ما يمكننا قوله هو ما يتعلق بالفلم، وهو أن قابيل قد حمل وصمة دائمة أبدية بسبب قتله أخيه هابيل، لان الله تقبل منه قربانه، ولم يتقبل من قابيل. هذه اللعنة بقيت على قابيل للأبد، وربما نفهم أن وصمة العار التي دمغت شخصيات الفلم هي بنفس المقدار من الأبدية، كلعنة قابيل.
أهمية الفلم
الحقيقة أن هذا الفلم قد أثارني جدا .. فبعد سابقه الرائع V for Vendetta ، اصبحت انعكاسات حرب العراق على الرأي العام البريطاني واضحة جدا. وقصة الفلم حقيقة طبعا، حيث انها مؤسسة على شهادات واقعية لجنود كانو في الحرب، ولذلك فالفلم واقعي بكل ما يظهر فيه، وان كان ذلك أغرب من أن يصدق. والواضح أن الشعب البريطاني قد بات رافضا جدا للحرب، بل يمكن القول انه مصاب بالاحباط، اكثر بكثير من الشعب الامريكي، والامر مبرر حيث أن الحرب بكل بساطة هي حرب الولايات المتحدة ومصلحتها، فممكن ان يتفهم الامريكيون الحرب، اما البريطانيون فلا ناقة لهم في ذلك ولا بعير، على الأقل ليس كما هو حال الامريكيين. إذا، فقد ازدادت مؤخرا الافلام السينمائية التي تدين الحرب وتصور بشاعتها، او بشكل أصح بشاعة الاشتراك فيها، وقد بدأت النقمة على الاشتراك في الحرب في البلد الحليف الأول للولايات المتحدة؛ بريطانيا.
كما قلنا سابقا، يصور الفلم ما يقوم به جنود بريطانيون في العراق، من تعذيب للأسرى وتنكيل بهم وإسائة معنوية وجسدية. والحال الذي يكونون عليه بعد عودتهم الى وطنهم، حيث تكتشف افعالهم بعد أن يعترف أحدهم وهو مارك (Gerard Kearns) بما فعلوا، حيث لم يقدر على تحمل الضغوط النفسية والصراع الداخلي مع الضمير. فيعترف ويذكر ما فعلوا ومن فعلوه، وتجري محكامة الجنود المتورطين. أما هو فلا يستطيع الصمود اكثر حتى بعد المحاكمة، ويقوم بالانتحار حيث يخنق نفسه بكيس بلاستيكي.
الانطباع الأخير
حقيقة ان الانطباع الأخير ايجابي جدا بالنسبي لنا كمسلمين وكعرب، او قل بالنسبة لي أنا. فمغزى الفلم شفاف جدا لا يحتمل التأويل، وهو أن ما يفعله جنود الاحتلال سواء كانوا امريكيين او بريطانيين او من القوات متعددة الجنسيات ليس تحرير العراقيين او توفير الأمن والأمان .. بل تعذيب العراقيين والاعتداء عليهم ونهب خيرات بلادهم. وهذا هو العامل الأول المسؤول عن احداث الضجة الاعلامية الكبيرة حول الفلم. وقد فاتني ان اقول إن الفلم عرض على القناة البريطانية الرابعة Channel4 حيث تزامن ذلك مع ازمة الرهائن البريطانيين، جنود البحرية الذين قبضت عليهم السلطات الايرانية، مما كان له الوقع الكبير على عائلات الرهائن خوفا من حصول أي مكروه لابنائهم مثل أن ينتقم منهم الايرانيون ويفعلوا بهم ما فعلوه هم بمسلمي العراق (يعتقدون أننا منزوعو الانسانية مثلهم).
إذا يمكننا القول ان الفلم هام جدا لانه يعرض الصورة الحقيقية لما يحدث هناك، ويفند كل البطولات التي تعرضها هولييود في افلامها، وتنسف كل ادعاءات الانسانية والرحمة التي تتشدق بها الولايات المتحدة وعملاؤها من العراقيين المتأمركين. واصدار مثل هذا الفلم يشير الى ازدياد الوعي في صفوف الغزاة حول حقيقة “التحرير” الذي يقومون به، ويكشف ما كان دائما اسرارا وخفايا.
ملاحظات نقدية:
عند مشاهدتي الفلم وجدت انه بالانجليزية البريطانية، ومعروف أن اللهجة البريطانية ثقيلة جدا، وتختلف في اللفظ كثيرا عن نظيرتها الامريكية، حتى ان الامريكين انفسهم يستصعبون فهمها. فبحثت عن ترجمة انجليزية للمحادثات ولم أجد، ولذلك اضطررت أحيانا لسماع محادثة معينة مرتين لتمييز ما يقال وفهمه.
أيضا، احد عيوب الفلم هو أنه لا يحتوي ترجمة للمحادثات العربية التي تظهر في الفلم، بين العراقيين والجنود. لأني فهمت ما يقولونه وكذلك فهمت ما قاله الجنود، فقد فهمت المحادثة وما كان بينهم، اما من لا يعرف العربية فهو في مأزق، وهذا المأزق يشتد حين نعلم أن هذه المحادثات مهمة جدا والمشاهد بحاجة لفهمها من اجل ان يدرك حقيقة المعاناة التي يتعرض لها العراقيون.
ومثال على ذلك، حين يقتحم الجنود أحد المنازل ويجدون فيه مسدسين، ويقبضون على الشاب الذي كان بداخله. وتبدأ المحادثة بين الشاب الذي لا يعرف الانجليزية، والجنود الذين لا يعرفون العربية، حيث يكون المترجم بينهم رجل كهل سكن نفس المنزل. لكن هذا المترجم يعجز عن ترجمة كل ما يقوله الشاب، حيث يؤكد ان المسدسات حصل عليها من مكان عمله (وبذلك ينفي انتمائه لاي جماعات “ارهابية”)، وهذا يسمعه المشاهد العربي ويفهمه، لكن المشاهد غير العارف بالعربية يسمعه ولا يفهمه، لان لا ترجمة انجليزية مرفقة. هذا الشاب يقتل لاحقا بعد ان يعذب، والمشاهد غير العربي ربما لا يتعاطف مع الشاب بسبب كون الحقيقة القائلة بأن الشاب بريء، غائبة عن المشاهد، حيث انه لم يفهم ما قاله الشاب بخصوص المسدسات التي وجدت بحوزته.
أخيرا، رغم واقعية الفلم واعجابنا به، نظل نقول ان هذا ليس الا اقل القليل من ما يحدث في العراق والأهوال التي يلقاها أهله، من تعذيب وقتل وتمثيب بالجثث، وكل هذا بسبب الاحتلال. ومع ذلك يمكننا التفاؤل بخصوص صحوة الضمير لدى هذه الشعوب، ومع ان صحوة الضمير متأخرة جدا، وأنها ليست صحوة ضمير من يملكون زمام الامور، الا أن هذا الامر بحد ذاته ايجابي، حين نعلم أن الوعي في ازدياد، والضغوط والتظاهرات في ازدياد وكذا قابلية الانسحاب من العراق. وبعد ان نستدرك بالقول ان ما تشهده الساحة العراقية -رغم ظلاميته- مرده الى خير ان شاء الله، يمكننا ساعتها أن نستبشر ونقول ما قاله حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
ما شاء الله… تحليل عميق وجذاب
رح ادور عالفلم واحضره ان شاء الله، وبس ردا على كلماتك الاخيرة اخ أبو شيخ، أود بس اذكر ان الشعب البريطاني كان معارض للحرب منذ بدايتها… والمسيرة التي حشدت مليونا انسان في العاصمة لندن عام 2003 سجلت الرقم القياسي لأكبر مسيرة في تاريخ بريطانيا… ويومها كان بلير يبحث بجد لزوم استقالته من عدمه، فصحوة الضمير كما اسميتها لم تأتي متأخرة وانما الحق في قولك الذي تبع، فإن صحوة الضمير لم تصل من بيدهم تقرير المصير…
بارك الله فيك اخي ونفعنا جميعا بك
اصبت اخي عبادة وبارك الله فيك على الرد .. بما انك اول من يرد، الك جائزة حلوة 😀
شو ؟ فين رابط التحميل ؟ ياجماعة مشكورين بس زيدوا روابط التحميل أرجوكم …….
اخي الكريم … يست كل الافلام متوفرة للتحميل .. فقط المقالات التي تحمل صورة تدل على احتواء المقال لفلم ، هي التي تحتوي الفلم للتحميل