300 – ثلاثمائة

بسم الله الرحمن الرحيم

إسم الفلم: 300

 

تاريخ الاصدار : إبريل 2007

المخرج : Zack Snyder

الكاتب: Zack Snyder & Kurt Johnstad

عرض مختصر للفلم

تم حذف الفيديو من يوتيوب

حبكة الفلم

يروي الفلم قصة أحداث تاريخية حدثت سنة 480 قبل الميلاد، حيث يتوجه جيش الامبراطورية الفارسية الذي يضم أكثر من 100.000 مقاتل يرأسه  الملك واسمه Xerxes (يمثل دوره Rodrigo Santoro) الى بلاد الاغريق (اليونان) لاحتلالها. وهناك يستعد 300 مقاتل من مقاتلي المدينة اليونانية “سبارطة” لمجابهة هذا الجيش العرمرم، وعلى رأسهم ملكهم Leonidas (يقوم بتمثيل دوره Gerard Butler). ينجح هؤلاء المقاتلون الثلاثمائة في التصدي للزحف الفارسي قبل أن يقوم احد المدنيين الاغريق بخيانتهم واخبار الفرس بوجود ممر التفافي يطوقون عن طريقه المقاتلين الاغريق. وقبل أن يباد الثلاثمائة تفلح زوجة Leonidas باقناع مجلس العموم الاغريقي بتوحيد الجيوش وارسالها لقتال الفرس…

ما دفعني لتحميل الفلم ومشاهدته هو أن الفلم قد حصل على تقييم عال (7.9/10 هذه اللحظة) ولم أدر ما السبب حتى رأيت الفلم وضحكت كثيرا .

أهمية الفلم

نزل الفلم في فترة “حرب باردة” والتي لا تزال مستعرة، بين إيران من جهة وبين الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى، والموضوع طبعا تطور إيران النووي والتخوفات التي تبديها الولايات المتحدة من هذا التطور الذي قد يصبح سلاحا نوويا يهدد كل دول العالم “الحر”.

وهنا نتساءل، لماذا لم يُطلق الفلم قبل الآن ، ولماذا اختير هذا التوقيت بالذات لاصدار مثل هذا الفلم؟

الأمر غاية في الوضوح، ولا حاجة للتحليل الزائد. فالحقيقة هي ان الامبراطورية الفارسية في الفلم اصبحت ما يعرف الآن بدولة إيران، واما العالم “الحر” الذي هو الاغريق في الفلم ، فهو اليوم من يدعي الحرية ويسعى لاسباغها على باقي الشعوب كما يستمتع بها العراقيون اليوم، ونعني طبعا، الولايات المتحدة الامريكية. وهذا يعني أن ما سعت له امبراطورية الفرس قديما، من احتلال العالم الحر وتهديده، سوف لن تفلح إيران اليوم بفعله او الاقدام عليه، وهنا مربط الفرس.

لقد فاتني أن اذكر شيئا هاما. لماذا يخرج فقط 300 من مقاتلي سبارطة للقتال؟ لأن أحد اعضاء مجلس الشيوخ وهو Theron (يمثل دوره Dominic West) يقوم بنشر الافكار الانهزامية بين افراد الشعب، ويقنعهم بعدم المشاركة بالحرب لأن الاستسلام والخضوع أسلم من الحرب التي سوف يخسرون فيها بكل تأكيد، حيث يأمل ثيرون هذا بأن يكون ملكا على سبارطة بعد احتلالها، وذلك بان يكافئه الفرس بأن ينصبوه ملكا عليها لقاء تثبيط السبارطيين ودفعهم للاستسلام.

من هو المقصود؟ المقصود طبعا كل شخص ينادي بأن تغير الولايات المتحدة من نهجها الاستعماري الذي يحتل اوطان الشعوب ويسلب خيراتها، والمقصود أيضا كل من ينادي اليوم بضرورة الخروج من العراق، لانهم يقولون -تماما كما قال ثيرون-: “إننا سوف نخسر الحرب لا محالة” ! اذكركم بأن ثيرون قد قتل في النهاية !

ملاحظات تقنية

لقد شاهت النسخة 300 (2007).DVDSCR.XVID-NEPTUNE من الفلم، وهو جيد جدا  من الناحية التصويرية، وكذلك الموسيقى التصويرية، لكن له عيوبا اذكرها باختصار

1. الفلم يسرد احداثا تاريخية، وحقيقة مجرياته مأساوية تنتهي بمقتل الجنود الثلاثمائة وعلى رأسهم ملكهم. هذا لا يتواءم ابدا مع النكات التي يلقيها ليونيدس بين الحين والآخر، سواء قولية او فعلية، وهي منتشرة في الفلم فنراها في حديث ليونيدس مع زيريكسيس ملك الفرس، وفي حديثه مع جنوده، ما لم يترك لي مجالا لعدم اللجوء الى ابتسامتي الصفراوية.
2. تظهر في الفلم مخلوقات غريبة بعيدة كل البعد عن اللاخيالية التي يجب ان يتحلى بها الفلم، فيظهر مثلا أحد افراد الجيش الفارسي وهو مخلوق ضخم اشبه بالمسخ البشري، وبدل الذراعين لديه نصلان ضخمان كما المنشار الكهربائي، يقطع بهما الرؤوس.
3. الفلم ينطوي على مبالغة كبيرة، فبالاضافة الى أن الجنود الثلاثمائة يغلبون ثلاث فيالق عسكرية كاملة، معززة بالفيلة والخيل وحيوانات وحيد القرن، فإن القتال نفسه غريب جدا، حيث يقاتل الجندي السبارطي بطريقة توحي بأن له اعينا خلفية، فتراه يمد سيفه تجاه عدوه حتى قبل أن يراه، وأحيانا نرى دم العدو قد طار رغم ان سيف السبارطي لم يصله بعد 🙂

الخلاصة

لن ازيد كثيرا على القول ان الفلم دعاية اعلامية سياسية رخيصة، هدفها الايحاء بأن الهزيمة التي لحقت بالفرس في الزمان الغابر على يد العالم الحر، سوف تلحق ابناء الفرس في الزمن الحاضر أيضا على يد العالم “الحر”.

وبدرجة لا تقل اهمية، لا يمكن الحديث عن فرس اليوم، وهم الايرانيون، بفصلهم عن دينهم الإسلام ، وهو أيضا ما المح اليه الفلم، حيث نرى أن الصورة العامة لكل المقاتلين الفرس، هي الصورة المعروفة والمحفوظة عن المقاتلين المسلمين، انظر الصور التالية للمقاتلين الفرس في الفلم:

 

إذا، هدف الفلم ببساطة هو التأكيد على ان العالم الحر (سبارطة) الذي صمد أمام القوى البشرية الحيوانية (الفرس) في الزمان الغابر سيظل هو العالم الحر في الزمن الحاضر (الولايات المتحدة ومن حالفها)،  ولن يرضخ ولا يذعن او يستسلم للمخلوقات الوحشية التي تتهدد حريته، والتي تتمثل اليوم بدولة الفرس التي تعرف بالاسم “الجمهورية الاسلامية الايرانية”,, والتي بنظر الولايات المتحدة، تمثل ………………. هل عرفتم الان لماذا ضحكت عند مشاهدتي الفلم ؟ 🙂