بسم الله الرحمن الرحيم
إسم الفلم : Battle for Haditha
الجنس الفني: حرب، دراما
المخرج : Nick Broomfield
الكاتب: Nick Broomfield و Marc Hoeferlin
تاريخ الإصدار : 7 May 2008
تقول إيمان وليد، طفلة عمرها تسع سنين نجت من مجزرة حديثة: ” لم اتمكن من رؤية وجوههم بشكل جيد، رأيت فقط اسلحتهم وقد برزت في الممر المؤدي الى باب البيت. رأيتهم يطلقون النار على جدي أولا في صدره ثم في رأسه، ومن ثم قتلوا جدتي”.
مقطع تمثيلي للفلم (Trailer)
حبكة الفلم
هو فلم واقعي يحكي تفاصيل مجزرة حدثت في العراق في التاسع عشر من نوفمبر عام 2005، حيث قام جنود امريكيون بقتل 24 مدنيا من سكان مدينة حديثة، معظمهم نساء وأطفال، إثر مقتل أحد الجنود الامريكيين بفعل عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق.
سيناريو الفلم أساسه روايات شهود العيان الذين شهدوا المجزرة، وهو يحكي كيف تطورت الأمور حتى الوصول الى لحظة ارتكاب المجزرة من قبل الجنود الامريكيين؛ كيف حصل “الارهابيون” على العبوة الناسفة ومن أين، كيف زرعوها على جانب الطريق مقابل البيوت التي سوف يقتل سكانها بدم بارد بعد تفجير القنبلة واستهداف الرتل العسكري الامريكي، ثم مشهد الهستيريا التي اصابت الامريكان، حيث يأتي احد القادة الميدانيين ويأمر الجنود ب”تمشيط البيوت المجاورة”، وكيف بدأوا بدخول بيوت القريبة بيتا بيتا ويعدموا سكانها دون تردد.
أهمية الفلم
جدير بالذكر أن هذا الفلم ليس من أفلام هوليوود طبعا، بل هو من انتاج القناة البريطانية الرابعة، نفس القناة التي اشرفت على اعداد الفلم الذي قمت بالتدوين عنه سابقا The Mark of Cain، والذي يحمل نفس الصبغة: ألا وهي ادانة الاحتلال الظالم للعراق وإظهار مدى الوحشية والاجرام التي يتحلى بها الجنود الامريكيون هناك.
صحيح أن الفلم يُظهر المدنيين كانهم فريسة لصراع بين “الارهابيين” الذين يضعون العبوة الناسفة أمام بيوتهم، وبين الامريكان، لكن في نفس الوقت فتركيز الفلم هو على اظهار الحقيقة التي يجهلها الكثيرون، خاصة الشعب الامريكي نفسه، حين يرى المشاهد كيف يتصرف الجنود الامريكان، الذين طالما ادعوا هم ورؤساؤهم أنهم جاؤوا لتحرير العراق ومنح ابنائه الحرية والسعادة.
الارهابيون هنا شخصين هدفهم الرئيس هو جني المال الذي يعطيهم اياه رجال القاعدة مقابل تنفيذ العملية وتوثيقها بالفيديو. لكن أحدهم يردد عبارات معادية للامريكان ويشدد على كرهه لهم بسبب أفعالهم، والآخر يبدو بدرجة من الحماسة الوطنية أقل بكثير من زميله. وهنا يجهل كاتب الفلم حقيقة أن كل الشعب العراقي هو شعب مقاوم رافض للاحتلال، فالامر ليس فعلا مجموعة صغيرة من “الارهابيين” المتعطشين للدماء، بل هي قضية شعب بأكمله.
بعد الحادثة وانتهائها يأتي احد الضباط ويقوم بترقية قائد الوحدة التي ارتكبت المجزرة الى رتبة Sergeant لقاء “فوز الامريكيين في هذه المعركة”، رغم أنها لم تكن هناك معركة أصلا، كان اطلاق نار من جانب واحد هو الامريكان على المدنيين العزل، وأما الشخصان الذان قاما بزرع العبوة وتفجيرها فقد هربا من المكان مباشرة بعد تفجير العبوة !
فحين يقول الضابط ذاك الكلام يتذكر قائد الوحدة ما فعلوه حقا، وأن من قتلوهم هم مدنيين غير مسلحين لا علاقة بهم بالتفجير. وحين تهدأ الامور ويعود الجنود الى قاعدتهم يشعر القائد بتأنيب الضمير، ويشرع بالبكاء مصرحا عن غضبه من ما فعله وندمه عليه، وهو لسان حال كل الجنود الامريكيين الذين يعودون من العراق (ان عادوا أحياء)، حيث يكتشفون الكذبة الامريكية الكبرى عن اسلحة الدمار الشامل في العراق، وقصة التحرير وترحيب الشعب العراقي بهم.
أؤكد مرة أخرى أن الفلم هو حقيقة حصلت، وفي البداية ادعى الامريكان أن القتلى المدنيين سقطوا بفعل العبوة الناسفة، لكن الفيديو الذي صوره أحد المشاركين في التفجير والذي وصل وسائل الاعلام فضح كذب الامريكان وزيف روايتهم، فاضطروا للاعتراف، ويومها خرج قائد القوات الامريكية وصرح بأن هذا خطأ وسوف يتم التحقيق في الحادث، وكذلك كانت لجورج بوش كلمة امام وسائل الاعلام في نفس السياق.
لكن لاحقا تمت تبرئة الجنود المتورطين في المجزرة بذريعة أنهم تصرفوا بتلك الطريقة بسبب تلعثمهم والضغط النفسي الذي نزل بهم حين رأوا زميلهم وقد قتل بفعل العبوة الناسفة !
ملاحظات تقنية
رغم أن الفلم هو من افلام الميزانية المنخفضة، إلا أنه واقعي جدا ومؤلم جدا بمشاهده، فقد برع المخرج في تصوير الحادث أدق تصوير وأفضله لابراز المأساوية التي صبغت هذه الحادثة. كما أنه يصور المجزرة بابعادها الانسانية حيث يظهر سكان الحي الذي وقعت به المجزرة قبل وصول الامريكان اليه وهم سعداء مشغولون باحد الافراح، لا يدرون ما سيحصل لهم بعد ساعات قليلة.
الممثلون هم ممثلين مغمورين، بعضهم كان فعلا من الجنود الامريكيين في العراق.
الفلم بالعربية العراقية والانجليزية، توجد ترجمة بالانجليزية للمحادثات العربية، لكن لا توجد ترجمة عربية للمحاثات الانجليزية.
المجزرة وقعت في حديثة، لكن تصوير الفلم تم في مدينة جرش الاردنية لتشابه البيئة كثيرا بين المكانين.
الخلاصة
فلم ممتاز جدا أنصح الجميع بمشاهدته لأخذ صورة حقيقية عما يجري في العراف. الفلم لا شك عليه ملاحظات، لكن في زخم الافلام الهوليوودية الأخرى المسيئة والتي تشوه الصورة الحقيقية بشكل فظيع، لا يمكننا إلا أن نخلع قبعاتنا لمثل هذه الأفلام ومنتجيها.. كما أنكم اعزائي زوار الراصد لا شك بات لديكم شيء من حس سينمائي يمكنكم من تحليل الافلام بصورة منطقية وابداء الملاحظات عليها، وأنا انتظر ذلك منكم بفارغ الصبر 🙂
لتحميل الفلم كاملا تفضلوا من هنا، ولا تنسو أن تدعوا لأهل العراق وفلسطين بالتحرير في هذا الشهر الفضيل، كما أرجو ألا تنسوني بدعاء صادق من قلوب صادقة
مقاطع فيديو اضافية
الطفلة إيمان وليد تتحدث عن المجزرة كما وردت في وسائل الاعلام
تصوير من وراء الكواليس
تحميل فلم Battle For Haditha رابط مباشر جودة dvd :: فلم Battle For Haditha جودة dvdrip رابط مباشر :: فلم Battle For Haditha رابط مباشر جودة دي في دي :: battle for haditha dvdrip direct link
دمت مبدعا …ساشاهد الفلم واعود للتعليق ..رغم ان أي تعليق سيكون واهيا بجوار التحليل الجميل الذي وضعته هنا
أهلا وسهلا بك اختي الكريمة .. انتظرك 🙂