Arctic Tale هو فلم درامي رائع تم تصويره بمهنية عالية وإتقان فريد، يروي قصة الدبة القطبية الصغيرة نانو، وسيلا- الفقمة الصغيرة التي ولدت في نفس مكان ولادة نانو، وفي نفس الشهر، وفي نفس الظروف، وبنفس التحديات.
فالقصة تبدأ منذ يولد نانو وسيلا في القطب الشمالي (الآرتيك) هي وشقيقها التوأم ، وفي نفس الوقت تولد سيلا وهي من حيوان الفقمة (ليست الفقمة إنما حصان البحر – Walrus للدقة ) ومع الولادة تبدآن مشوارا طويلا برفقة الأم تتخلله العديد من المصاعب والمشاق والمعاناة .
مقطع تمثيلي للفلم
ما يميز الفلم هو التشخيص أو الأنسنة. فمنذ بداية الفلم يتم اعطاء بطلي الفلم اسماء يعرفون بها بعد ذلك. الدب القطبي اسمها نانو، والفقمة اسمها سيلا. هذا الأمر ليس مجرد شكليات، فالواقع أن المشاهد يكون أكثر جدية في مشاهدته للفلم، ويتفاعل معه كأن ابطاله بشر حقيقيون ، لا مجرد فقمة ومجرد دب قطبي في الطرف الآخر من العالم.
هذه الميزة جعلت إيصال رسالة الفلم أكثر سهولة، والرسالة نفسها أكثر مخاطبة للبشر وأكثر مساسا لمشاعرهم لدرجة تجعلك قد تود في البكاء في بعض مشاهد الفلم (مثلا حين تقوم أم نانو بتركها لوحدها تواجه تحديات الحياة ومخاطرها). وأما الرسالة فهي التغيرات المناخية التي يمر بها العالم نتيجة الفعاليات البشرية فيه، والتي تؤدي بدورها الى تهديد حقيقي لحياة ليس فقط نانو وسيلا، بل كثير من الانواع الحيوانية الأخرى وبقائها.
ملاحظة أخرى هي أن الفلم بعيد كل البعد عن الملل الذي قد يشعر به المشاهد للأفلام الوثائقية، فهذا ليس فلما وثائقيا بل هو فعلا فيلم مصور بطريقة درامية تشدك لمتابعته ويثير في النفس ح، وهو في نفس الوقت غني جدا بالمعلومات الغريبة والمثيرة جدا. رائع وأنا انصح به بشدة !