أنا أكره الافلام العربية، واعتقد ان الافلام العربية التي شاهدتها في حياتي لا تتعدى ثلاثة افلام. السبب هو أن الافلام العربية كلها (أو معظمها كما بت اليوم مقتنعا) هي افلام رخيصة، ليست المشكلة في أن هدفها الربح فحسب، بل ويكون الربح على حساب التضحية بالقيم والأخلاقيات وكثير من المعاني السامية، ودون أي منفعة تعود لا على المشاهد بشكل خاص أو العامة بشكل عام.
لكن فلم “عسل اسود” غير نظرتي هذه كلية !!
اللون الفني | حياتية- دراما,عربي,كوميديا | |
تقييم IMDB | ||
تقييمي للفلم | 9/10 | |
الأدوار الرئيسية | أحمد حلمي، لا اعرف غيره | |
مدة الفلم | ساعتين وربع | |
تقييم عائلي | مناسب للجميع |
محور الفلم هو “مصري سيد العرب”.. شاب مصري يلعب دوره “احمد حلمي” انتقل هو وعائلته الى الولايات المتحدة وهو صغير، وترعرع هناك كشاب أمريكي. قرر الآن زيارة مصر في رحلة ترفيهية. لكن الرحلة التي حلم بأن تكون ممتعة وهانئة، سرعان ما تكون مصدرا للمتاعب المتلاحقة، أولها تعرضه لعملية نصب من تفاصيلها أنه يدفع 40 جنيه لقاء قارورة ماء، مع أنه “ينصب على بلد”، كما يقول.
وبصورة طريفة جدا وكوميدية وساخرة في آن واحد، سببت لي موجات متواصلة من الضحك في احيان كثيرة ، لكن كل ذلك بصورة محتشمة ودون ابتذال ولغة سوقية كتلك الشائعة في الافلام العربية المعهودة، يتطرق الفلم لكثير من الظواهر السلبية والمشاكل الاجتماعية السائدة في المجتمع، بعضها ظاهر تناقشه شخصيات الفلم بصورة صريحة، وبعضها مضمر يفهمه المشاهد دون التصريح به.
ومن الامور التي يتعرض لها الفلم:
– مكانة الوطن والبلد الأم والتفريط فيه والهجرة منه واللهاث خلف سراب المادة.
– ازمة السكن ومعها ازمة التوظيف وقلة الوظائف، التي تسبب مشاكل اجتماعية مستعصية.
– توظيف من هم ليسوا أهلا، مثل معلمة اللغة الانجليزية التي تقول “فيسيتور” و “فيري ماتش”.
– شيوع الرشوة والمحسوبية في الوظائف الحكومية وغير الحكومية.
– تعامل الشرطة وتصرفاتها المنكرة قانونيا واخلاقيا (اشارة غير مباشرة للفساد في الحكومة)
– احتقار قيمة الانسان المصري والعربي، وبالمقابل تعظيم البطل “مصري” والتعامل معه بكل احترام في الفنادق والشرطة والمكاتب الحكومية، لمجرد انه يحمل الجنسية الامريكية… مع ان هذه الجنسية كانت هي مصدر عدد من اللكمات والركلات التي يتلقاها حين يدخل خطئا وسط تظاهرة منددة بأمريكا.
– عادات سيئة في الشارع اليومي، مثل قيام البعض بالتبوّل في الشارع، والذين يطلق عليهم مصري لقب “زبالة الناس”، ويكون هو نفسه في لحظة من اللحظات واحدا منهم.
يقيم مصري مؤقتا في منزل جاره وصديق طفولته سعيد، شاب اعزب يعيش مع امه واخوته واخته وزوجها، كلهم في بيت واحد. وهناك يتعرض مصري لعدد من المواقف التي تؤثر على فهمه ورؤيته.
في النهاية يعود مصري للولايات المتحدة.. لكن ما أن تقلع الطائرة من المطار المصري حتى يحدث شيء يغير مسار نهاية الفلم وفهمنا لمغزاه.
فلم رائع جدا بتفاصيله، وممثليه، وحسن الأداء والموسيقى التصويرية، والنكات وال”نهفات” المضحكة لكن المحافظة .
هناك نقطة استوقفتني في الفلم. يكون مصري بصحبة سائق سيارة اجرة حين يصدمهم شخص بسيارته من الخلف. بدل أن يدفع ذلك الشخص الغرامة، يوجهها الشرطي لصاحب سيارة الاجرة حين يتبين له ان الشخص المتسبب بالحادثة هو “باشا من البشوات”.
يسأله مصري “هو مش الشرطة في خدمة الشعب”.. فيرد الشرطي بأن هذا كان في السابق.. لكن بات الامر “الشعب والشرطة في خدمة الوطن”.
حين سمعت هذه الجملة ظننت ان الفلم تم انتاجه بعد الثورة المصرية، لأن هذا الشعار لم نكن نسمعه من قبل الثورة، وكان من شعارات الثورة المعروفة.
لكن تبين أن الفلم صدر في 2010، وبدون قصد كان كلام الشرطي إياه بشرى للشعب المصري لما سيحصل بعد اشهر قليلة
اعجبتني نهاية الفلم التي فيها تُعرض اسماء الممثلين وطواقم الانتاج، وتكون الخلفية صورا تتحرك باستمرار، تجسّد الاحداث التي يفترض انها حصلت بعد النقطة التي فيها انتهى الفلم. أي انها تلخص ما حدث بعد انتهاء الفلم، من خلال صور ثابتة. فكرة جميلة جدا تفتح الباب امام مزيد من التفكير والتفسير.
الخلاصة: فلم “عسل إسود” فلم رائع يسطع فيه احمد حلمي ويجسد الكثير من الامور السيئة التي باتت من المسلمات في المجتمع المصري . سأحرص مستقبلا على مشاهدة كل افلام هذا الرجل لأنها تجدد فيّ الأمل ان شعوبنا العربية لا زال فيها خير.
بصفتي متابع جيد للسينما العربية والمصريه خصوصا , ا ختلف معك في رايك تجاه الافلام المصريه وارى انها قدمت طوال تاريخها افلام لا اقول انها تضاهي افلام الاوسكار لكن تضاهي مثيلاتها من الافلام الاجنبيه الجيده مثل شباب امراءه _ احلام هند وكاميليا _ زائر الفجر _ وغيرها
حياك الله اخي واشكرك لمرورك الطيب واضافتك.. انا اعترفت انني لست مطلعا، وأن فكرتي كونتها بناء على عدد قليل من الافلام التي شاهدتها
شكرا لك , بصفتك متابع جيد للافلام الأجنبيه ماهو اهم مميزات الانتاج الامريكي بالضبط ؟ والتي جعلته عالمي .. وكيف نصل الى نصف مستوى الافلام الامريكيه ؟ عندي بعض الاسباب لكن انتظر اسبابك باعتبارك اكثر تخصصا مني
حياك الله اخي ابو عبد الرحمن.. لا اخي لست اكثر تخصصا ولا شيء.. انا مجرد هاوٍ اكتب رأيي فيما أشاهد 🙂 .. وبكل الاحوال، فأحد الاسباب وأهمها هو الميزانيات الضخمة المتوفرة.. كثير من الافلام العالمية انما نالت شهرتها بسبب المؤثرات الخاصة التي تظهر فيها، الاسلحة، المعدات (طائرات، شاحنات، مروحيات، إلخ) والتي لا تتوفر في غير هوليوود.. وجود المخرجين البارعين يلعب دورا أيضا.. قلائل هم المخرجون العرب -من معرفتي القليلة- الذين ينتجون أفلاما مميزة حقا تجعلك تلتصق بكرسيّك
الذي ذكرته من الأسباب المهمة التي تتفرد بها هوليود , لكن من وجهة نظري هناك أسباب أهم وهي مايلي :
– ثقافة العمل السينمائي فكل شخص يعرف بالضبط واجباته ومسئوليته فالمخرج هو الملك وهو المسئول عن كل شي بعكس السينما العربية فالبطل هو كل شي وكل مايرده يتم غصبا عن المخرج والمنتج .
– المنظومه المتكامله للسينما كنظام سياسي واقتصادي مما يحفز على الإبداع
_ التنافس الكبير والمحموم على التمثيل والبقاء مما يجعل التمثيل وغيره من المهن مقتصرا على الموهوبين فقط وليس على أشباه الممثلين كما هو الحال عندنا
– الذائقة الفنية لدى المشاهد الغربي مرتفعه مما يجعل المنتجين يرتقون بمستوى اعمل خوفا من الفشل
وغيرها من الأسباب التي لاتحضرني الآن
بارك الله فيك اخي ابو عبد الرحمن.. اتفق مع معظم ما تفضلت به سوى قضية ان التمثيل في هوليوود بقتصر على الموهوبين.. رأيت كثيرا من الافلام، يبرز فيها "نجوم كبار" يكون اداؤهم سيئا جدا، ولا أدري كيف ولماذا اكتسبوا تلك الشهرة
انا رأيي ان الفلم سطحي وفيه الكثير من الابتذال وفيه كتير اوي من المشاهد اللي ملهاش لزمه
لقد ذكرت ما أريد أن أقوله عن فيلم عسل إسود بجد أفضل فيلم عربي شاهدته في حياتي وخصوصا الأغنيتين في وسط الفيلم وآخره
I agree tottaly with you man.. this movie is very "smart" and one of the best movies of egyptian film history
اوافقك الراى الفيلم بجد جميل اوى .لكن يا ترى ايه سلبيات الفيلم من وجهة نظرك!
بصراحة لا اذكر اني وجدت أي مشكلة تذكر 🙂
اهلا احبب طريقتك تحليلك و اشجعك للمزيد هلا انتقدت فيلم ساعه و نص و شكراا