الفيلم الأمريكي الاستثنائي بأمتياز Act of Valor ”العمل الشجاع” والذي صدر في الرابع والعشرين من شباط عام 2012 من اخراج مايك ماك-كوي وسكوت وو , هو باكورة اتحاد الجيش الأمريكي بكل ما يملك من ترسانة مع الماكينة الاعلامية الامريكية بكل ما لديها من نفوذ وتأثير حول العالم .
اللون الفني | إثارة,الارهاب,الاسلام,البطل الأمريكي,حرب,حركة- أكشن | |
تقييم IMDB | ||
تقييمي للفلم | ||
الأدوار الرئيسية | Alex Veadov, Roselyn Sanchez and Nestor Serrano | |
مدة الفلم | 110 دقيقة | |
تقييم عائلي | R لاحتوائه عنفا شديدا ومظاهر تعذيب |
قدرت ميزانية انتاج الفيلم بـ 15-18 مليون دولار امريكي وقد علق موقع Deadline.comعلى الموضوع بانها ” اكبر ميزانية توضع لفيلم بممثلين مجهولين ” حيث ولأول مرة يشارك افراد حقيقين من ” فقمات البحرية الأمريكية “ U.S. Navy SEALsفي فيلم سينمائي , ويعزى الامر لقلة خبرة اي ممثل عادي على تنفيذ سيناريو الفلم كما هو مكتوب بدون ان يتعرض للاذى كون العمليات التي تمت بحاجة لاشخاص ذوي كفائات قتالية عالية وخبرات عسكرية ميدانية كبيرة , وهذا الامر الذي لا يتوفر الا في هذه الوحدات والتي تصنف ضمن اكثر الوحدات القتالية كفاءة وتدريبا في الجيش الامريكي.
من الجدير بالذكر بان المنتجين قد استعملوا آلات تصوير غير اعتيادية للخروج بلقطات اكثر من رائعة لأحداث الفيلم والتي تضع المشاهد في قلب الحدث وبجودة صورة عالية مما جعلني اعتقد اثناء مشاهدتي للفيلم بان المنتج قد استعان ببرامج الكومبيوتر لتصميم لقطات تحاكي الواقع بشكل كبير ولكني تفاجأت عندما علمت بانها ليست كذلك وانما باستعمال كامرات مثل Canon EOS 5D Mark II.
يشار الى ان الفيلم لم يحظى بدعم الجيش الامريكي لمجرد التكرم على منتجي هوليوود ولكنه كان بمثابة حلقة اخرى من حلقات التفاخر والخيلاء والتي تتسم بها العقلية الامريكية , فلقد كانت الرقابة الأخيرة للفيلم قبل اصداره للعامة لادارة افراد طاقم قوات النخبة في البحرية الأمريكية خوفا من تسرب بعض المعلومات والتفاصيل المهمة والخطيرة حول آلية عمل الجنود وما يحملون من عتاد , بل وخضع المخرجين وطاقم التصوير لتدريبات كثيرة قبل البدء الفعلي بتصوير الفيلم نظرا لأستعمال الذخائر الحية وقاذفات الصواريخ عند تصويرهم لواقع الفيلم والذي ادعت اعلاناته بانه مقتبس من ” اعمال بسالة حقيقية ” لوحدات النخبة
.
قبل بدئي بالتحدث عن احداث الفيلم وما يحمله من رسائل لاطراف عدة , اريد ان اشير بانه وبغض النظر عن الرأي السياسي في الفيلم الا انه كاخراج وتصوير واستعمال مؤثرات واسلحة حقيقة يعد الفيلم من الامتع والاجمل والاكثر اثارة في قائمة افلام طويلة كنت قد شاهدتها .
يتحدث الفيلم في بدايته عن الحياة الخاصة لجنود وحدة الفقمات وكيف يتم ترسيخ معاني الكبرياء والتضحية والشرف فيهم من قبل ذويهم وكيف انهم وقبل كل شيء , بشر مثل باقي البشر لديهم عائلات واطفال ونساء ومحبين , ومن وجهة نظر نفسية , يراد بهذا الامر تحضير المشاهد بان كل ما سيفعله هؤلاء في احداث الفيلم المقبلة لن يكون من منطلق الوحشية او التسلط او الطغيان كما هو معروف لدى جميع امم الارض , وانما من منطلق الدفاع عن احبائهم وعن بلادهم وعن الديموقراطية في العالم , اذن فبداية الفيلم هي عبارة عن رسالة ترويج قوية للجميع بان الجيش الامريكي هو جيش مسالم وجيش صديق لا يعتدي على احد , وهذا بالطبع لم ولن ينطلي على عاقل في يوم من الايام لان ما فعله بالعراق وافغانستان من دمار وخراب لن يغتفر له ابدا , وان لم يحاسب عليه اليوم فان غدا لناظره قريب .
لاحقا , تبدأ الدسائس ويكشف المخرج عن نيته الحقيقية من وراء الفلم , فيتحدث عن اعداء لامريكا وكم هم وحشيون وكيف يمارسون افظع الجرائم من تجارة للمخدرات وتهريب للسلاح وتبييض للاموال , وطبعا الجريمة الاكبر وهي الأرهاب العالمي , وكوضع افتراضي لن يكون الشخص المناسب لهذا الدور سوى مسلم مجهاد شيشاني يدعى ” ابو شبال ” , ظهر في بداية الفيلم بانه قاتل للاطفال الابرياء وانه متعصب يعشق رائحة الدماء ولا يهنأ له عيش سوى برؤية اشلاء قام هو بتمزيقها , وكالعادة , يتحالف هذا المسلم مع اي شخص حتى لو كان كافرا وقاتلا وتاجرا للمخدرات في سبيل ضرب امريكا.
يخطف تاجر للمخدرات احدى عميلات وكالة المخابرات المركزية CIA لانها كانت تجمع بيانات عنه وعن نشاطاته , وهنا يبدأ دور وحدة الفقمات بأن يذهبوا لتحريرها , وعند هذه النقطة تبدأ حلقة اخرى من مسلسل الغطرسة الامريكية , حيث لا ابالغ ان قلت بان الجيش الامريكي بدأ بعرض عسكري مطوّل لقدراته وما يملكه من سلاح وتكنولوجيا حديثة جدا لمواجهة هؤلاء الخاطفين , من اسلحة وطائرات ومناورات بحرية وبرية , وطبعا كالعادة يظهر الجندي الامريكي بانه ” الرجل الحديدي ” لا يستسلم ولا يستكين ولا يجبن , يبقى مصر على مواقفه ومستعد للتضحية بكلشي في سبيل تحقيق الهدف المنشود , وهذه ايضا كذبة قديمة قد عفى عليها الزمن , ولو قدر لي ان اواجه المخرج لقلت له ” هات غيرها فقد بليت مثل هذه الكذبة ” , ولا اصدق على ذلك سوى ما حدث لوحدات النخبة هؤلاء في العراق وكيف مرغ المجاهدون رؤوسهم في التراب واذاقوهم سوء العذاب واصبحوا يبكون وينوحون , بل ان ما بقي منهم حيا ورجع معافا جسديا الى بلاده اصبح يظهر اعراض اضطراب ما بعد الصدمة PTSDوكنتيجة لذلك اصبح خطرا على عائلته ومن حوله ووضع في مصحات عقلية لأعادة التأهيل .
بالعودة لشخصية ” ابو شبال ” المجاهد المسلم , فانه وبعد ان تم تحرير العميلة الامريكية على يد قوات النخبة في عملية نوعية , اكتشف الامريكان وجود علاقة قوية تربط ” ابو شبال ” بخاطف العميلة , بل وان هذا المسلم يحاول الدخول الى امريكا لتنفيذ عمليات ” ارهابية ” في اكبر المدن الامريكية , ويظهر الفيلم مقدار ما يدفعه ” ابو شبال ” مقابل حصوله على تكنولوجيا تفجير في غاية التعقيد , حيث يحصل على قنابل شديدة التفجير ولا يمكن كشفها بواسطة اجهزة كشف المعادن والتي تنتشر بكثرة في المطارات والمعابر الحدودية .
يظهر الفيلم هنا بأن المجاهد المسلم هو شخص اناني , غير مستعد للتضحية بنفسه في سبيل نصرة دينه , وانما يستعين بأشخاص ابرياء وضعاف النفوس , من السهل التلاعب بعقولهم وخداعهم , ويشدد الفيلم على كيفية تلاعب ” ابو شبال ” بعقول هؤلاء وكيف يعدهم بالجنة وكيف سيلاقون احبائهم الذي قضوا على يد امريكا وحلفائها , بعد ذلك تنجح هذه المجموعة من ” الانتحاريين ” بالوصول للمكسيك تمهيدا لدخولهم بطرق غير شرعية الى امريكا , عندها وفي آخر اللحظات تصل اليهم قوات النخبة وتتمكن من ردعهم وقتلهم جميعا بعد مواجهة عنيفة بالاسلحة .
هذا باختصار ما حدث في الفيلم , يشار الى انه بين الفينة والاخرى يحاول المخرج تلميع صورة الجندي الامريكي بشكل مبالغ فيه يظهر كذبهم , وبالمقابل فانه يحط قدر ما يستطيع من الاعداء , لا ادعو شخصيا لعدم مشاهدة الفيلم , بالعكس تمام , ادعوا الجميع لمشاهدته ولكن بشرط ان يكون المشاهد على قدر من المسؤولية والوعي بما يحدث ولا ينخدع بما يتم تلفيقه من اكاذيب على المسلمين , حيث ان قتل الأطفال جريمة لا يرضى بها أي مسلم , وان غاية الجهاد ودفع الصائل لا تبرر اي وسيلة فيها مخالفة لشرع الله.
ان عقيدة المسلم تربيه على ان يكون مسالم , لا يأذي احدا , لا يحب الدماء ولا يبادر بالحرب حيث قال تعالى {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} سورة الممتحنة : 8 , لكن ان فرض عليه القتال , حينها يصبح الأرهاب “الجهاد” عقيدة , وليسموا الجهاد ما يريدون , انهم يريدون جيلا خانعا , يعتقدون انهم بما يملكون من اعلام نافذ قادرين على غسل ادمغة المسلمين وخداعهم , بالتالي فانهم يريدون مسلما ذليلا تابع غير متبوع , وهذا لن يحدث في يوم من الايام , يريدون ان يحتلوا بلادنا ويهتكوا اعراضنا بدون ادنى مقاومة منا , وهذا ايضا سيكون في احلامهم , لان من يهدرون أمننا , نهدر أمنهم , ومن يعتقدون باننا لقمة سائغة , فسندوس لهم الجبين قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} سورة التوبة : 123 , هذه هي تعاليم الاسلام , هذا هو ديننا , وهذه هي الوسطيّة .
بقلم : عاصم خطيب (ebncana.com)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحيه لك اخ عاصم على هذا التحليل الموضوعي … برايي الفكره هي ذاتها في كثير من افلام هوليوود : تصوير الاسلام على انه ارهاب وكيف ان امريكا اخذت على عاتقها مواجهة ذلك الارهاب… وهو كما اشرت انت محض كذب وافتراء
على كل الاحوال شوقتني لمشاهدة الفيلم
هل لك ان تتكرم علينا برابط يمكن مشاهدة الفيلم من خلاله ؟
انا ساقوم بالبحث عنه الان في موقع السينما الايطاليه
اتمنى لك التوفيق والثبات والنجاح
ولا ننسى ان نشكر صاحب الموقع الاستاذ معاذ خطيب
حياك الله شيخ مصعب 🙂
بارك الله فيك اخوي مصعب , حقيقة انا قبلك دورت على الفيلم لكن يبدو انو ورا ناس بتشتغل بنشاط عشان ما يتسرب ببساطة , بتقدر تحضرو بالسينما اكيد موجود عندك , ولو لقيتو وموجود على الانترنت بكون بجودة منخفضة جدا ما بتسمحلك تحضرو براحة .
بارك الله في معاذ .
ربما كانت هذه هي زيارتي الأولي لهذه المدونة .. ولكنها حتماً لن تكون الأخيرة
فالمرء يقابل أحياناً من يظن في نفسه القدرة على التدوين .. وهم كثير
ولكنه يأتي عليه يوم – مثل هذا اليوم – يقابل فيه من يلتهم كلماتهم المكتوبة التهاماً
شكراً لك على العرض الرائع 🙂
ربما كانت هذه هي زيارتي الأولي لهذه المدونة .. ولكنها حتماً لن تكون الأخيرة
فالمرء يقابل أحياناً من يظن في نفسه القدرة على التدوين .. وهم كثير
ولكنه يأتي عليه يوم – مثل هذا اليوم – يقابل فيه من يلتهم كلماتهم المكتوبة التهاماً
شكراً لك على العرض الرائع 🙂
My recent post ملابس على شكل وجه