الراصد السينمائي مدوّنة للمراجعات السينمائات وتقييم الافلام
الكاتب: عُمر أبو صيام
فلم 3000 ليلة (3000 Nights) – صدر 2016
لأنّ هناك من يدّعي أنه لن يحصل فيلمك في مجتمعنا على ما يستحق دون إقحام مشاهد الجنس والإغراء والحشيش ومشاهد السقوط كاملة .. أضع بين أيديكم فيلم 3000 Nights / ٣٠٠٠ ليلة من اخراج المخرجة الفذّة مي المصري .. والذي حصد حتى الآن 20 جائزة دوليّة، ويتوقع له المزيد ، ولم يمض على انتاجه أشهر قليلة ..
الفيلم يتحدّث عن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الاسرائيلي في فترة الثمانين، وسط حبكة درامية أقل ما يقال عنها أنها مذهلة، ووسط وجود بطلة هي أيضًا من الداخل الفلسطيني (الناصرة)
هنالك اعتناء واضح بالتفاصيل، المخرجة وطاقم العمل لم يتجاهل أيّ تفصيل من شأنه أن يُربك المشاهد، اللغة العبرية متقنة حدّ النخاع وذلك لإشراك ممثلين من الداخل الفلسطيني كما أرسلت لي إحدى العاملات في طاقم العمل، وهذا ما أعتبره نقلة نوعية في الأعمال الفلسطينية الوطنية.
مشاهد السجون، الرموز المستعملة وقصة الحبّ السلسة التي دخلت بين السطور، وروعة التصوير والانتقال بين المشاهد لا تضاهى! كانت هنالك بعض الشتائم القذرة، لكنني أتفهّم وجودها وأعتبره ضروريًا ومبررًا دراميًا .. بل مدعّمًا للسيناريو بشكلٍ أساسيّ. ا
هتمت الكاتبة بقوس القصة، فرغم البداية الكلاسيكية للفيلم، إلا انه لم يدع دقيقة واحدة الا واستغلها بشكلٍ ذكيّ ومدروس، وسط تأسيس جميل للمشاهد.
كان هنالك خطأ تاريخي بسيط لا يؤثر على الفحوى أو على العمل بشيء هو صوت الياس كرّام مراسل قناة الجزيرة، كمقدّم لأحد الأخبار، مع العلم أن الأستاذ إلياس لم يبدأ عمله الّا بعد سنوات 2004
شكرًا ميّ المصري على هذه التحفة الفنيّة، وكم أتمنى أن تساهم القاعات والمهرجانات العربية هنا في الداخل أن تعرضه أمام الجمهور كما فعل المركز الجماهيري ام الفحم ذلك، بعد أن حُرمنا منه في صالات السينما المعروفة في بلادنا..
هذا العمل يؤكد ما هو مؤكد- حين ايجاد الأداة واختلاف الأداء .. والعاقل بفهم!
