فلم برّ وبحر .. للتوّ انتهى عرض الفيلم المذكور، ولعلّي الآن أستطيع إبداء رأيي المتواضع فيما شاهدته بكلّ موضوعية ودون التأثر بكلّ ما قيل .. كمشاهد أولًا، ومن له تجربة متواضعة في هذا المجال.. الموسيقى والأغاني المختارة للعمل كانت مميّزة جدًا، باستثناء الموسيقى التصويرية التي لم ألحظها كثيرًا.. لكن ربّما اعطيها علامة 5/10 كحدّ أقصى.
التمثيل كان سيّئًا، كميّات الأوڤر لا تطاق، والتصنّع عند الشخصيات الثانوية كان واضحًا !
أما بالنسبة للحلقة الأهم في أي فيلم وهو السيناريو، فكان الأضعف على الإطلاق، لا خطوط دراميّة تُحدد القصة، وتأسيس ضعيف للمشاهد والشخصيات الرئيسية. اعتمدت الكاتبة على النظرة المسبقة عن مدينة أم الفحم مثلًا، ونسيت أن تبني شخصياتها دراميًا بشكلٍ سليم .. وكان مشهد الاغتصاب مقحمًا بطريقة مقززة، أكاد أجزم أنه صُنع من أجل احداث ضجة وتسويق للفيلم ليس أكثر.. التبرير الدرامي لزيارة دنيا لبيت صديقتها منى كان مقحمًا وسطحيًا بشكلٍ كبير، الهدف منه التضخيم لاحقًا بطريقة غير مدروسة!
ردّة فعل والد نور الفحماوية على قرار نور بفسخ الخطوبة كان ساذجًا ويفتقد لواقع الحوار والعادات العربية بشكلٍ ساذج وغبيّ .. حتى الآن لا أدري كيف مرّ بهذه السهولة على من راجع مسودات الحوار!
العديد من الشخصيات بقي الغموض يملأها دون أن ندرك معنى وجودها في الفيلم- وهذا ليس صحيًا للعمل على أيّة حال- حينما نبني أي سيناريو فإن قوس القصة يجب أن يتحدد بنقطة البداية (التي كانت موفقة جدًا بصراحة)، والحبكة والحلّ، حيث لا حبكة ولا حلّ !
في النهاية، مشكلتي مع الفيلم ليست أم الفحم، وبصراحة أعيب على أهل مدينتي هذا الترويج المجاني وغير المسؤول للفيلم حينما تعاملوا مع اسم ام الفحم كحالة مقدّسة مهمّشين باقي الجوانب المهمة دون قصد منهم، فقط لأن فلانًا قد قال ذلك، بل مشكلتي الكبرى مع العهر والتدني الأخلاقي الذي يبثه الفيلم.. مشاهد قُبل وشتائم لداعٍ أو لدون، وايحاءات ربّما نلاحظها في الواقع لكنها لا تخدم السيناريو بشيء!
فيلم مخيّب للآمال. .. لن أزيد كثيرًا، فالكلام يطول جدًا في هذا المضمار، وددتُ أن تكون باكورة الانتاج المحلي مشرّفًا وأكون له من الداعمين، لكنه اعتمد على مبدأ الصدمة دون المضمون .. وطرح الإنحلال والاتجاه نحو الدعارة والحريّة المطلقة كحلّ مثالي! وآسفاه !